نجمة مصر سميرة احمد
احدى النجمات التي شاركت بعدد كبير من أهم الأعمال السينمائية في تاريخ مصر الفني،
بالصدفة البحتة، وصلت سميرة أحمد بقدميها إلى مكتب أحد الريجيسيرات، حيث عرض عليها العمل ككومبارس مقابل خمسين قرشاً يوميًا. كان وجهها مألوفاً في هذا النوع من المكاتب، وحاولت بكل جهد أن تظهر بمظهر يجعلها تبدو أكبر سنًا، حيث استخدمت الماكياج ببراعة وارتدت فساتين بدلاً من المرايل، ورفعت كعب حذائها. بفضل هذه الجهود، كانت دائمًا خيارًا مفضلًا لدى المخرجين للأدوار الصغيرة، ولكن لم يمض وقت طويل حتى بدأت تحصل على أدوار أكبر، وأصبحت تلعب أدوار البطولة بشكل متزايد، خاصة في عروض التلفزيون.
بدايتها كانت من خلال ادوارا بالإذاعة وعلاقتها بالمستمع كانت قوية، وأحب صوتها الحنون الهادئ، واستمرت على هذا الحال حتى ظهرت في فيلم في الهوا سوا عام 1951، وقد ظهرت في ادوار بسيطرة لفترة مثل زوزو في حبيب الروح، وبائعة اليانصيب في انا بنت ناس، والمطربة يفيلم ابن النيل، والفتاة سعاد في ريا وسكينة عام 1952.
وتعتبر بدايتها الحقيقية عام 1954 في دور شهيرة فاضل بفيلم قرية العشاق، لتنطلق بعد ذلك بقوة نحو البطولة المطلقة والنجومية.
أفلامها الأشهر
الدنيا حلوة – في الهوا سوا – ابن النيل –خبيب الروح – فايق و رايق – أنا بنت ناس – النمر – من عرق جبيني – أمال – الزهور الفاتنة – شم النسيم – آمنت بالله – المهرج الكبير – ريا وسكينة – مليون جنية – المجرم الأستاذ شرف – قرية العشاق –أغلى من عينية – اسماعيل ياسين في الجيش – حب وإعدام –ذنوبه – من القاتل –الشيطانة الصغيرة – سجن العذارى – صخرة الحب –آخر من يعلم – لن أعود – البنات والصيف – سامحني – جسر الخالدين – الأزواج والصيف – شاطئ الحب – رجل في حياتي – الخرساء – اغفر لي خطيئتي –أم العروسة – مع الناس – الجبل –النصف الآخر – السيرك – قناديل أم هاشم – المتمرد – أكاذيب حواء – الشيماء – بنت بديعة – نساء ضائعات عالم عيال عيال – امرأة مطلقة .
مسلسلاتها التلفزيونية
من أشهر المسلسلات التلفزيونية التي مثلت بها سميرة احمد محمد رسول الله – عدا تتفتح الزهور –ضد التيار- امرأة من زمن الحب –أميرة في عابدين يا ورد من يشتريك – أحلام في البوابة – دعوة فرح – جدار القلب – ماما في القسم .
اخر ظهور لها
في ختام “مهرجان القاهرة السينمائي” الذي وصلت إلى نسخته الـ44 برئاسة الفنان الكبير حسين فهمي، شاركت الفنانة سميرة أحمد آخر ظهور لها، حيث قدمت التهاني للفنان فهمي على نجاح التنظيم الرائع. خلال لقاءها في برنامج “مساء dmc” مع الإعلامي رامي رضوان، خلال تغطية خاصة للمهرجان، كشفت سميرة عن سبب حضورها لحفل الختام، حيث أعربت عن سعادتها بما شاهدته في الافتتاح ورغبتها في رؤية الجمهور الذي يشتاق لها بشدة، مؤكدة أن الجمهور يشكل جزءًا كبيرًا من تجربتها الفنية وأنها تفتقدهم كثيرًا. وأضافت أنها لا تعتاد حضور أفلام سينمائية، بل تستمتع بمشاهدة أفلام الأبيض والأسود لأنها تحمل أعمالًا فنية لا يمكن تكرارها، وكشفت عن حبها الكبير للفنانة الراحلة شادية.
لقد أطلق المنتجون على سميرة لقب “ممثلة العواهات” بناءً على أدوارها التي جسدت فيها شخصيات “العمياء” خمس مرات، و”الخرساء” مرة واحدة، و”المجنونة” أيضًا. قدّمت سميرة أكثر من 67 فيلمًا، من بينها أعمال بارزة مثل “آمنت بالله”، و”الأستاذ شرف”، و”شاطئ الحب”، و”هل أقتل زوجي”، و”الخرساء”، و”أم العروسة”، و”الشيماء”. كانت واحدة من الفنانات الناجحات في جذب قلوب الجمهور بفضل ملامحها الهادئة وتمثيلها لأدوار السيدة صاحبة المبادئ والأخلاق. ولكن لم تكن سميرة محبوبة القلوب فقط كممثلة، بل أيضًا كسيدة، حيث تزوجت أربع مرات خلال مسيرتها الفنية، ومن بين الزوجين كان أحدهم ينتمي للإسلام بعد أن أسلم من أجل حبها.
اعتزالها التمثيل
سميرة أحمد أعربت عن نية اعتزالها الفن قائلة: “سأتوقف عن التمثيل حينما أشعر أنني لم أعد قادرة على تقديم شيء جديد يضيف قيمة حقيقية، وربما يقلل من قيمتي كفنانة. حين يحين ذلك الوقت، سأقرر الاعتزال لأظل في ذاكرة جمهوري بالصورة التي رسمتها عن نفسي”. كما كشفت عن عدم تجربتها في المسرح لعدم العثور على نفسها في هذا المجال، وعدم تقديمها للأعمال الكوميدية بسبب افتقادها للإعجاب بذلك النوع، حيث تفضل الدراما.
تجربة سميرة في عالم التمثيل تأثرت بمشهد جمعها بسعاد حسني في فيلم “غراميات امرأة”، حيث قامت بضربها، مما أثر في قرارها بالتوقف عن أداء أدوار الإغراء بشكل دائم. وفي حديثها بعد عرض الفيلم، واجهت انتقادات من الجمهور والذين انزعجوا من المشهد، مما دفعها لاتخاذ هذا القرار.
قامت سميرة أحمد أيضًا بخوض تجربة سياسية في عام 2010 عندما ترشحت للانتخابات البرلمانية عن حزب الوفد في محافظة القاهرة، لكنها لم تفز في الانتخابات. وأخيرًا، قامت بتأسيس معرض لبيع ملابسها التي ارتدتها في الأفلام، وجميع العائدات تذهب لصالح صندوق تحيا مصر، مما يظهر التزامها بدورها السياسي وحبها لبلدها.